بالأمس القريب رأينا انتفاضةً شعبية كاسحة في سبيل إسقاط القروض التي على حد وصفهم أنهكت الطبقة الكادحة , مع العلم أنَّ أغلب القروض كانت ربوية صرفة , أي كانت حراماً وما يُحدث هو ما يترتب عليه أي فعلٍ مخالفٍ لأمر الله سبحانه .
ولكن كنت أنتظر انتفاضة أخرى ليست من أجل المال , بل من أجل السمعة التي لا يتنازل عنها الأكارم , وهي أنفس عند العرب من المال والذهب والفضة , بل يموت بعضهم في سبيل سمعته لا غير .
هذا المتنبي هلك من أجلٍ بيتٍ قد قاله , وهذا عنترة يقول :
لعيشك في سبيل العز يوماً && ولا تحتَ المذلةِ ألفُ عامِ
فالسمعة والشرف هي رأس الأمر عند العرب , فيموت بعضهم جوعاً ليطعم ضيفهُ ولا يُقال عنه لئيم بخيل , ولكن ماذا لو قيل عنَّا مثلاً شعب لا يأبه لعرضهِ , شعب فتياته متسكعات , وزوجاتهم خائنات , وأبناؤهم زناة !؟
بالأمس القريب يُعرض مسلسل على إحدى القنوات , وكان حق بهم أن يسموه في البيوت عار , فيعرض لنا مجتمعاً مليئاً بالخيانة والشهوة !
تخيلوا معي , شاب يزني بالخادمة , وزوجة تخون زوجها مع مديرهِ في العمل من أجل التقدم الوظيفي لزوجها ! وفتيات يخرجن مع التاكسي لقضاء الوطر !!! ناهيك عن الأمور الإيحائية الأخرى.
هذا المسلسل أتدرون ماذا يحقق بالضبط , لنرى ماذا يحقق لنا :
أولاً : بث الريبة في قلوب الأمهات والآباء تجاه أبنائهم وبناتهم والخدم .
ثانياً : تعليم كيفية الزنا بالخادمة للمراهقين والشباب , فهم غفلوا عنها وأيقظتهم فكرة المسلسل .
ثالثاً : الشك الذي سينشأ في قلوب الأزواج تجاه زوجاتهم !
رابعاً : تعليم الفتيات كيفية الخروج وقضاء المآرب من دون أن يشف أمرهنَّ أحد !
خامساً : خلق ونسج صورة للفتاة الكويتية والزوجة الكويتية والشاب الكويتي قبيحة في أعين الناس الناظرين لهذا المسلسل من دولٍ أخرى !
سادساً : إثارة الشهوات لدى الأبناء والفتيات الذين يتابعون هذا المسلسل بسبب تفاصيله المثيرة فعلاً والتي لا تتجاوز غالباً مابين السرة والركبة { وذلك لزيادة الإعلانات } !
سابعاً : هدم الحياء الإجتماعي ودك أركانه وإذابتهِ بالكلية بسبب متابعة الأسرة بكاملها لمثل هذه المسلسلات مجتمعةً !
ثماناً : جعل هذه القضية كأنَّها من القضايا الساسية التي يعاني منها المجتمع بأسره وذلك بأنشاء مسلسلاً يحكيها بتفاصيلها !
هذا على سرعة قد كتبته وما بَقِيَ أعظم لا يسعني المقام لذكره .
فنحن نريد إنتفاضة مماثلة لكي ندافع بها عن عريننا الأخلاقي ونصد أي دخيلٍ علينا , وهل أصبح مجتمعنا المليء بالمصلين والمتوضئين والقانتين والمتصدقين والصائمين والملبين الحاجين لبيت الله الحرام , أصبح مليء بمثل تلك الصورة الوضيعة التي تعرضها عنَّا المسلسلات !
إنَّ الذباب لا يقع إلا على موطن الأذى , ولكن أن نضخم صورة الأذى ونُخرجها إعلامية بهذا الحجم , والمخطئين أقل من أقل العدد مقابل السواد الأعظم من المصلحين الفضلاء ! فهذا الذي ننهى عنه .
فهل يبحثون عن الفاضلات مثلاً في مواطن الشبهة التي ينسجون منها مؤلفاتهم ومشاهدهم !
فالمؤلف لا يخرج من اثنين , إمَّا إنَّه رأى تفاصيل القضية بنفسهِ أو رأى ما يشابهها , أو نسجها من خياله .
ولم يجد المؤلف إلا قضية جنسية ليطرحها للمجتمع ! بالله أسأله : إن كان الفن قضية وحل للمشكلات كما يزعمون , فماذا يرجو من طرح مثل هذه القضية !
فهل يقول لأولياء الأمور مثلاً انتبهوا زوجاتكم يخونونكم فطلقوهنَّ !
أو يقول انظروا إلى بناتكم إنهنَّ متسكعات يبحثنَ عن الشهوة واللذة !
أو انظروا إلى أوالدكم , فهم أقرب للزنا وسيقعون فيه , فانتبهوا !
هذه أمور بديهية لا تحتاج لنتبيه , وأمور نبه عليها الشرع منذ مئات السنين , بل الفطرة تتكلم عنها منذ نشوء البشرية , والله يقول { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } وليس فذكر بالمسلسل والإثارة من يخاف وعيد !
نحتاج لوفقة رجلٍ واحد لنسد هذا الباب الذي فُتح من أجل المادة , فلا أظنُّ مؤلفاً يكتب مسلسلاً يريد بذلك وجه الله , أو الإصلاح الإجتماعي مثلاً , فيجب إيقاف هذه المسلسلات , وأن يطرح الأعضاء المطبلين لإسقاط القروض وللقضايا الشعبية , هذه القضايا الأخلاقية الحساسة التي يحتاجها مجتمعنا لنحمي بذلك شبابنا والجيل الذي سيمثلنا في الغد .
كاتب المقال , أخوكم / عبدالله المطيري
ولكن كنت أنتظر انتفاضة أخرى ليست من أجل المال , بل من أجل السمعة التي لا يتنازل عنها الأكارم , وهي أنفس عند العرب من المال والذهب والفضة , بل يموت بعضهم في سبيل سمعته لا غير .
هذا المتنبي هلك من أجلٍ بيتٍ قد قاله , وهذا عنترة يقول :
لعيشك في سبيل العز يوماً && ولا تحتَ المذلةِ ألفُ عامِ
فالسمعة والشرف هي رأس الأمر عند العرب , فيموت بعضهم جوعاً ليطعم ضيفهُ ولا يُقال عنه لئيم بخيل , ولكن ماذا لو قيل عنَّا مثلاً شعب لا يأبه لعرضهِ , شعب فتياته متسكعات , وزوجاتهم خائنات , وأبناؤهم زناة !؟
بالأمس القريب يُعرض مسلسل على إحدى القنوات , وكان حق بهم أن يسموه في البيوت عار , فيعرض لنا مجتمعاً مليئاً بالخيانة والشهوة !
تخيلوا معي , شاب يزني بالخادمة , وزوجة تخون زوجها مع مديرهِ في العمل من أجل التقدم الوظيفي لزوجها ! وفتيات يخرجن مع التاكسي لقضاء الوطر !!! ناهيك عن الأمور الإيحائية الأخرى.
هذا المسلسل أتدرون ماذا يحقق بالضبط , لنرى ماذا يحقق لنا :
أولاً : بث الريبة في قلوب الأمهات والآباء تجاه أبنائهم وبناتهم والخدم .
ثانياً : تعليم كيفية الزنا بالخادمة للمراهقين والشباب , فهم غفلوا عنها وأيقظتهم فكرة المسلسل .
ثالثاً : الشك الذي سينشأ في قلوب الأزواج تجاه زوجاتهم !
رابعاً : تعليم الفتيات كيفية الخروج وقضاء المآرب من دون أن يشف أمرهنَّ أحد !
خامساً : خلق ونسج صورة للفتاة الكويتية والزوجة الكويتية والشاب الكويتي قبيحة في أعين الناس الناظرين لهذا المسلسل من دولٍ أخرى !
سادساً : إثارة الشهوات لدى الأبناء والفتيات الذين يتابعون هذا المسلسل بسبب تفاصيله المثيرة فعلاً والتي لا تتجاوز غالباً مابين السرة والركبة { وذلك لزيادة الإعلانات } !
سابعاً : هدم الحياء الإجتماعي ودك أركانه وإذابتهِ بالكلية بسبب متابعة الأسرة بكاملها لمثل هذه المسلسلات مجتمعةً !
ثماناً : جعل هذه القضية كأنَّها من القضايا الساسية التي يعاني منها المجتمع بأسره وذلك بأنشاء مسلسلاً يحكيها بتفاصيلها !
هذا على سرعة قد كتبته وما بَقِيَ أعظم لا يسعني المقام لذكره .
فنحن نريد إنتفاضة مماثلة لكي ندافع بها عن عريننا الأخلاقي ونصد أي دخيلٍ علينا , وهل أصبح مجتمعنا المليء بالمصلين والمتوضئين والقانتين والمتصدقين والصائمين والملبين الحاجين لبيت الله الحرام , أصبح مليء بمثل تلك الصورة الوضيعة التي تعرضها عنَّا المسلسلات !
إنَّ الذباب لا يقع إلا على موطن الأذى , ولكن أن نضخم صورة الأذى ونُخرجها إعلامية بهذا الحجم , والمخطئين أقل من أقل العدد مقابل السواد الأعظم من المصلحين الفضلاء ! فهذا الذي ننهى عنه .
فهل يبحثون عن الفاضلات مثلاً في مواطن الشبهة التي ينسجون منها مؤلفاتهم ومشاهدهم !
فالمؤلف لا يخرج من اثنين , إمَّا إنَّه رأى تفاصيل القضية بنفسهِ أو رأى ما يشابهها , أو نسجها من خياله .
ولم يجد المؤلف إلا قضية جنسية ليطرحها للمجتمع ! بالله أسأله : إن كان الفن قضية وحل للمشكلات كما يزعمون , فماذا يرجو من طرح مثل هذه القضية !
فهل يقول لأولياء الأمور مثلاً انتبهوا زوجاتكم يخونونكم فطلقوهنَّ !
أو يقول انظروا إلى بناتكم إنهنَّ متسكعات يبحثنَ عن الشهوة واللذة !
أو انظروا إلى أوالدكم , فهم أقرب للزنا وسيقعون فيه , فانتبهوا !
هذه أمور بديهية لا تحتاج لنتبيه , وأمور نبه عليها الشرع منذ مئات السنين , بل الفطرة تتكلم عنها منذ نشوء البشرية , والله يقول { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } وليس فذكر بالمسلسل والإثارة من يخاف وعيد !
نحتاج لوفقة رجلٍ واحد لنسد هذا الباب الذي فُتح من أجل المادة , فلا أظنُّ مؤلفاً يكتب مسلسلاً يريد بذلك وجه الله , أو الإصلاح الإجتماعي مثلاً , فيجب إيقاف هذه المسلسلات , وأن يطرح الأعضاء المطبلين لإسقاط القروض وللقضايا الشعبية , هذه القضايا الأخلاقية الحساسة التي يحتاجها مجتمعنا لنحمي بذلك شبابنا والجيل الذي سيمثلنا في الغد .
كاتب المقال , أخوكم / عبدالله المطيري